اسماء بشير امرأة اربعينية تعول ثمانية اطفال ذكور واناث ,, أمر أ ه ارملة توفي عنها زوجها في القصف بسبب الحرب مخلفا لها اطفالها الثمانية اكبرهم عمره 14 عاما واصغرهم 6 أعوام, نزحت من مدينة حرض جراء الاوضاع التي تعيشها البلاد وتعاني مرارة النزوح ومرارة الوحدة ومرارة الفراق عن زوجها لتتحمل معاناة اطفالها دون شريك لها ,,,استقر بها المقام في مدينة عبس لتسكن في غرفة يشاركها فيها 3 اسر اخرى من اهلها وكانت طوال يومها تسعى جاهدة لتوفير لقمة العيش لها ولأطفالها ثم تعود تقاسم اطفالها الفراش الذي لم يكن افضل حالاً من التراب الذي تنام عليه هي واطفالها ,,,
ظهرت مشكلة اخرى في حياة اسماء البالغة من العمر 40 سنه وتتمثل في الخلافات اليومية بين اطفالها واطفال اقربائها وكونها الاضعف حالاً بين افراد الاسرة فقد اصبحت تتعرض للتهديد بالطرد والقتل احيانا بسبب خلافات لم تكن هي طرفاً فيها بل كانت بسبب الاطفال تنشأ وبشكل يومي عندما وصل بها الحال الى التهديد لها بالقتل ومن اقرب الناس اليها وهو اخوها الذي كان يفترض به حمايتها والعطف عليها ,,,
ضاق بها الحال واظلمت الدنيا في وجهها فحملت اطفالها وتوجهت الى مكتب منظمة عبس ودخلت تقدم شكوتها ( اخي يشتي يقتلني انا بالله ثم بكم تشوفولي حل ) ,,, سردت اسماء حكايتها تسبقها دموعها وبكاء اطفالها في واحدة من اشد المآسي التي عاشتها اسماء كونها امراة وحيدة وفقيرة ومعدمة فراشها الارض ,,, تقدمت بطلبها طالبة من منظمة عبس يد العون والمساعدة وعلى الفور استقبلتها مسئولة المتابعة والتقييم بمكتب عبس وقامت بتدوين بياناتها ورفعتها للمعنيين ليتم الشروع بعد ذلك في بناء حمام وعشة وصرف حقيبة نظافة صحية وتوفير طرابيل لوضعها جدار حماية للمنزل لها ولاولادها يأويها ويقيها من حر الصيف وبرد الشتاء ,,, وانتقلت اسماء برفقة اطفالها الى مسكنها الجديد رافعة يديها الى السماء تتحدث بلهجتها التهامية والبريئة ( ربي يحفظكم ويستر عيالكم كما سترتم عيالي وسترتم حالي ويفرج همكم كما فرجتم همي )
لتبدأ اسماء حياة جديدة في مسكنها الجديد ,,,,,