في إحدى ليالي الحرب القاسية، اشتد القصف على مدينة حرض، حيث كان الدمار يحيط بكل زاوية. في قلب هذا المشهد المأساوي، كانت عشة صغيرة تأوي أسرة مكونة من عشرة أطفال ووالديهم، يحاولون الاحتماء من الانفجارات التي تتزايد شراستها. لم يكن لتلك العشة الهشة أن تصمد أمام وابل القذائف، حيث اخترقت الشظايا جدرانها بلا رحمة، لتكتب مأساة جديدة في سجل الحرب.
تضحية أب في سبيل أسرته
وسط دوي الانفجارات، جلس الأب في أخطر موقع داخل العشة، محاولًا حماية أسرته من الشظايا القاتلة، لكنه كان الضحية الأولى، حيث فارق الحياة أمام أعين أطفاله المذعورين. لم يتمكن الصغار من إنقاذ والدهم، بينما حاول ابنه مصطفى، البالغ من العمر 13 عامًا، مساعدته، إلا أن شظية قاتلة أصابته في ركبته، ليسقط أرضًا ويُصاب بإعاقة منعته من المشي.
مأساة تتطلب التدخل العاجل
مع بزوغ صباح كئيب على تلك العائلة المنكوبة، وجدت الأم نفسها وحيدة مع عشرة أطفال، فقدوا سندهم الوحيد، وزاد الأمر سوءًا إصابة مصطفى، مما جعل مستقبله محفوفًا بالمجهول. ومع وصول أخبار هذه المأساة إلى منظمة عبس للتنمية للمرأة والطفل، سارعت المنظمة، بالتعاون مع اليونيسف، إلى إسعاف مصطفى ونقله إلى مستشفى متخصص.
إعادة الأمل.. خطوة بعد أخرى
بعد الفحوصات الطبية، تبين أن حالة مصطفى تأخرت بسبب الإصابة العميقة، لكن المنظمة لم تتوقف عند ذلك، بل تكفلت مع اليونيسف بتغطية تكاليف علاجه بالكامل، وإجراء عملية جراحية معقدة مكّنته من الوقوف على قدميه من جديد. كانت لحظة تعافيه بمثابة شعاع أمل وسط ظلام الحرب، حيث استطاع مصطفى أن يمشي مجددًا، ليبدأ حياة جديدة رغم كل ما فقده.
منظمة عبس.. دعم متواصل لإنقاذ ضحايا الحرب
هذه القصة ليست سوى واحدة من العديد من القصص التي تعمل منظمة عبس على تغييرها للأفضل، من خلال تقديم الدعم الإنساني والطبي للمحتاجين، وخاصة الأطفال الأبرياء الذين يدفعون الثمن الأكبر في النزاعات. ما زالت المنظمة مستمرة في رصد الحالات الحرجة، وتقديم الإغاثة العاجلة، لتكون يد العون التي تعيد الحياة لضحايا الحرب.