في منطقة الرويس الساحلية بمديرية المخا، محافظة تعز، اليمن، يجسد أكرم زيد، البالغ من العمر 20 عامًا، روح الصمود والطموح. كان أكرم، الصياد الذي يعيل أسرته المكونة من خمسة أفراد، يعتمد في السابق على البحر فقط للبقاء على قيد الحياة، ويكسب أجورًا يومية زهيدة من خلال العمل لدى الآخرين. تركت الحرب والانهيار الاقتصادي في اليمن عائلته تكافح من أجل تلبية احتياجاتها. ومع ذلك، وبفضل العزيمة والدعم في الوقت المناسب، حوّل أكرم حياته من حياة مليئة بالمشقة إلى حياة مفعمة بالأمل والفرص.
قبل الأزمة، كانت عائلة أكرم تعيش حياة متواضعة، وتعيش على دخل يومي يتراوح بين 2000 و3000 ريال يمني. ورغم معاناتهم، عمل أكرم بلا كلل لإعالة أحبائه. “كنت أكسب بالكاد ما يكفيني، لكن الآن، بفضل الدعم الذي تلقيناه، تغيرت حياتنا، وازداد دخلي اليومي”، يقول أكرم.
فاقمت الحرب تحدياتهم، تاركةً عائلة أكرم في أمسّ الحاجة إلى أدوات للعمل بشكل مستقل في البحر. يتذكر أكرم: “كنا بحاجة إلى قارب ومحرك لصيد السمك بمفردنا لأننا كنا نعتمد على الآخرين في أجورنا اليومية”. تحقق حلمهم من خلال مشروع تعزيز القدرة على الصمود من خلال التحسين المبتكر والمستدام للأمن الغذائي وسبل العيش، بتمويل من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) وتنفيذ منظمة عبس التنمويه بالشراكة مع DKH.
حصل أكرم وأربعة من زملائه على منحة مشتركة لأصول إنتاجية، بما في ذلك قارب ومحرك وشباك صيد وجهاز ماجلان لتحديد المواقع (GPS) وسترات نجاة. شكّلت هذه المساعدة نقطة تحول في حياتهم. يقول أكرم بفخر: “لقد حققوا حلمنا بتزويدنا بكل ما نحتاجه للذهاب إلى البحر بشكل مستقل”.
كان التأثير فوريًا ومؤثرًا. يوضح أكرم: “استفدنا من شباك الصيد لصيد أسماك مثل جحش وقطران، وسمح لنا القارب بالوصول إلى مناطق بعيدة في البحر لصيد سمك ديرك”. ويضيف: “ساعدنا جهاز ماجلان لتحديد المواقع (GPS) في تحديد موقعنا وإيجاد أفضل مواقع الصيد”.
بفضل هذه الأدوات، تحسن دخل أكرم بشكل ملحوظ، مما مكّنه من تلبية احتياجات أسرته بشكل أفضل. يقول: “لقد زاد دخلي بشكل كبير، وهو أفضل بكثير من ذي
قبل”. إلى جانب الدعم المادي، شجع المشروع أكرم أيضًا على تحقيق أحلامه. ويضيف: “لقد ساعدتنا منظمة ADO كثيرًا وحفزتنا على مواصلة العمل الجاد”. اليوم، لم يعد أكرم مجرد صياد يعمل لدى الآخرين. إنه شاب طموح يسعى جاهدًا لتحقيق أهدافه. يقول وعيناه مليئتان بالإصرار: “الآن، أريد بناء منزل ، والزواج، وتأمين لقمة عيش عائلتي”.
رحلة أكرم دليل على قوة الصمود والطموح والدعم في الوقت المناسب. ممتنًا للمساعدة التي تلقاها، يقول: “نشكر من أعماق قلوبنا ADO وDKH والمتبرع. لقد غيّروا وضعنا وأدخلوا البهجة إلى حياتنا”.
قصة أكرم مثالٌ مُلهمٌ على كيف يُمكن للتدخلات المُوجّهة أن تُغيّر حياة الناس، مُعطيةً أفرادًا مثله الأدوات والثقة اللازمة لبناء مستقبلٍ أكثر إشراقًا. تُعزّز هذه القصة فكرة أنه حتى في مواجهة الشدائد، يُمكن للأمل والفرص أن ينتصرا. ويختتم أكرم حديثه قائلًا: “أنا مُتفائلٌ بالمستقبل. لقد منحني هذا الدعم فرصةً لأُطلق العنان لأحلامي وأعمل بجدٍّ أكبر لتحقيق أهدافي”.