زهرة أحمد يحيى، امرأة في الثلاثين من عمرها، تعيش مع والديها وثلاث شقيقات في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة. قبل الأزمة، كانت الأسرة تعيش حياة كريمة، حيث كان والدها يعمل صيادًا لتوفير احتياجاتهم اليومية. إلا أن الحرب قلبت حياتهم رأسًا على عقب، مسببةً تدهورًا اقتصاديًا وارتفاعًا حادًا في الأسعار، مما أثر سلبًا على دخل الأسرة، فلم يعد يكفيها لتلبية احتياجاتها الأساسية.
زهرة: “قبل الحرب، كنا نعيش حياة كريمة ولم نكن نعاني من غلاء الأسعار.
كان دخلنا وفيرًا، لكن بعد الحرب، انخفضت فرص العمل، وارتفعت الأسعار، وزادت البطالة بشكل ملحوظ، وانتشر الفقر”.
لم تستسلم زهرة لوضعها البائس، بل سعت جاهدةً لمساعدة أسرتها.
ومن خلال اللجان المجتمعية، سمعت عن منظمة تقدم الدعم والتدريب، فسارعت بالتسجيل. قالت زهرة: “قبل التدريب، كنتُ أجيد بعض مهارات الخياطة الأساسية، لكنني لم أكن أعرف شيئًا عن نسج الشباك وإصلاحها، ولا عن كيفية بدء مشروعي الخاص أو توفير المال لإعالة أسرتي”.
ومن خلال مشروع تعزيز القدرة على الصمود من خلال التحسين المبتكر والمستدام للأمن الغذائي وسبل العيش، الممول من الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية، والمنفذ من قِبل منظمة عبس التنموية للمرأه والطفل (ADO) بالشراكة مع DKH، تلقت زهرة تدريبًا مهنيًا في نسج الشباك وإصلاح الأشرعة، بالإضافة إلى تدريب في تخطيط وتأسيس المشاريع الصغيرة. وأضافت زهرة: “تعلمتُ الكثير من الدورات التي قدمتها (ADO)، واكتسبتُ العديد من المهارات القيّمة، وشجعني والدي”.
بعد إكمال التدريب، حصلت زهرة على دعم لبدء مشروع صغير لها ولزملائها. زُوّدوا بأدوات ومعدات لنسج الشباك وإصلاح الأشرعة، بما في ذلك ماكينات خياطة، وآلات نسيج، ومواد لصنع وإصلاح الشباك والأشرعة، ونظام طاقة شمسية، ومجموعة إسعافات أولية، وطفايات حريق. وأصبح هذا الدعم مصدر دخل لها ولأسرتها.
بدأت زهرة وزملاؤها بإنتاج الأشرعة، وإصلاح شباك الصيد، وخياطة الفساتين بجميع المقاسات، بالإضافة إلى ملابس الأطفال. قالت زهرة: “ستساهم هذه المساعدات بشكل كبير في تغيير حياتي وطموحاتي المستقبلية. أصبح لدي الآن مصدر دخل جيد لي ولعائلتي لأن الأدوات التي تلقيناها ممتازة”. وأضافت: “بدأنا نتلقى طلبات لصنع الأشرعة وملابس الأطفال والفساتين. بدأت الحياة تتغير، والدعم رائع ومتكامل”.
عبّرت زهرة عن امتنانها العميق لمؤسستي ADO وDKH والوكالة الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) على دعمهم الذي حسّن حياتها وحياة عائلتها. واختتمت قائلة: “أود أن أشكر ADO وDKH والوكالة الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) نيابةً عني وعن زملائي على كل ما قدموه لنا”.
اليوم، تُعد مؤسسة زهرة الصغيرة والمتوسطة مركزًا للتمكين. لقد أعاد نجاحها كرامة عائلتها وألهمها لتُحقق أحلامًا أكبر.
قصة زهرة قصة نجاح مُلهمة. تُظهر القصة كيف يُمكن للإرادة القوية والعزيمة القوية أن تتغلب على الصعاب والتحديات. كما تُسلّط الضوء على أهمية الدعم والتدريب في تمكين المرأة، ومساعدتها على تحقيق أحلامها، وتحسين مستوى معيشتها.